معركة استعادة الوعي الجنوبي..
يمنات
فتحي بن لزرق
قبل سنوات من اليوم وهنا عبر صفحتي هذه كنت اكتب أشياء كثيرة جدا لكنني في كل مرة أجد فيها معارضة من بعض الأصوات المخونة المسفهة اللاعنة على صفحات “الفيس بوك” كنت أسارع إلى تعديل المنشور أو حذفه أو إلحاقه بمنشور أخر يحاول ترضية هذه “الفئة” التي تخوّن كل من يخالفها .
مرت الشهور وهذه الفئة التي تعارضها وتملك خلفها جيش الكتروني يحطّم كل شيء أمامه وهم يخلعون علي كل أوصاف الوطنية والنبل والطهارة .
وكنت لكي أنال رضا هذه الفئة الجاهلة اكتب مايرضيهم ،مايسب الآخرين ، مايلعنهم ، مايقلل من قيمتهم ، كنت أخون جنوبيين كثر لا لشيء إلا لكي اتجنب تخوين هذه الفئة “المجنونة” التي لاتقدس شيء ولاتحترم شيء.
وهذه الفئة المجنونة هي خليط من “الجهلة”، ومنعدمي “التعليم” إي بمختصر مفيد هم “قاع المجتمع”.
أتذكر ذات يوم حينما زارني عدد منهم إلى الصحيفة وهم يمضغون القات عصرا كانت الاجواء حارة ورطبة بدأوا يوجهون لي نصائحهم وما الذي يجب علينا نشره وما الذي يجب علينا عدم نشره ، كانوا يوزعون الاتهامات لكل طرف إلا (هم) .
قال احدهم :” نريد عدد بكرة ينسف محمد علي احمد ومن معه .
صاح أخر :” نريد عنوان رئيسي (الموت للخونة)..
كان يومها “بن علي” يشارك وجنوبيين أخر في مؤتمر الحوار الوطني اليمني ، وصدر عدد صحيفة “عدن الغد” في اليوم التالي يحمل عناوين نارية ضد الجنوبيين المشاركين في مؤتمر الحوار ..
وحينما غادر “بن علي” ورفاقه بعد أشهر من مؤتمر الحوار رافضين خذلان الجنوب وقضيته ، احسست بألم بالغ وشديد لضعفي أمام التيار (المخون) هذا .
التقيت “بن علي” بعد عودته من صنعاء ، كان حزينا لكل التخوين الذي ناله يومها .. قال :” يافتحي ضاع الجنوب لانه سلم بعد 67 للجهلة فلا تشاركوا في تسليمه مرة أخرى لهم.
ومن يومها قررت ان انطلق وان اكسر قيود الفئة الجنوبية (المخونة) لكل شيء ، اللاعنة لكل شيء .
راجعت كل الأسماء التي تخون الناس في الجنوب وتلعنها وتسبها وتعكس عنا صورة مقيتة لدى العالم اجمع فلم أجد بينهم استاذ جامعة واحد ، لم أجد بينهم شاعر واحد ، طبيب واحد، مهندس ..
قطيع كبير من الجهلة والمجانين يحاولون بقوة ان يقودوا الشعب إلى المهلكة .
وقررت ان اكتب وأتحدى وان أخالف هذا التيار وتحديتهم ورفعت صوتي وواجهوني بالحديد والنار – فتحي بن لحمر – العفاشي – الخائن العميل وتحديث وصمدت وصبرت ..
تدرك عظمة المأساة حينما تجد استاذ الجامعة يخشى على الفيس بوك من تخوين الجاهل له والذي لايملك قدرة “صف سطر واحد دونما عشرة اخطأ (إملائية).
كنت وحيدا أو احد قلائل تصدوا لهذا العبث “المخيف” لهذه الإساءة للجنوب .
كنت اؤمن ان الجنوب لن يمثله جاهل وان اخلاق الجنوبيين ارفع من كل هذا الغثاء وقلة الادب ، الجنوب الذي حلمنا به ارقى
وتوقفت عن تعديل المنشورات ، تغيير القناعات وبت اشعر بقوة اكبر وبتحدي اكبر واقف بعد عامين من كسري هذا الطوق أفضل حالا بكل شيء..
لم يعودوا يخيفوننا ابدا ..
قال لي احد أصدقائي .. فتحي لماذا تحولت ساحاتنا بنظر كثيرين إلى ساحات سب وشتم ولعن وقلة ادب .
قلت له :” لان منعدمي الأخلاق يحاولون تسيّد الموقف وتصدره والسبب ان النخب تركت لهم الحبل على الغارب.
يحتاج “الجنوب” ان أراد الانتصار وتقديم نموذج حقيقي يؤسس لدولة حقيقي ان يخوض معركة “استعادة” الوعي الجنوبي من مختطفيه الذين يحاولون تشكيل وعي الغالبية العظمى من أبنائه .
انا فخور اليوم بالعشرات من الأقلام الجنوبية الواعية التي باتت تتصدى لكل هذا الغثاء وكل هذا الجنون وكل هذا العبث.
رويدا رويدا .. ستفهم الناس (الحقيقة) وان كانت متأخرة ، هناك فئة مجنونة في الجنوب (متوحشة) بليدة تريد ان تتسيّد المشهد، وهذه الفئة موجودة في كل مناطق الجنوب وتتشكل من كل أماكنه.
هذه الفئة بليدة وتتكون من “الجهلة” ومنعدمي الأخلاق والتعليم وتريد ان تتسيد المشهد وان تقود الناس وتشكل وعيها.
هذه الفئة جعلتنا بنظر الآخرين شعب سباب لعان مخون رغم إننا أرقى خلقا وسلوكا من ان نوصف بذلك.
ومعركتنا مع هؤلاء يجب ألا تنتهي إلا بالانتصار عليهم وإعادة الوعي الجنوبي إلى نصابه وإظهاره بمظهره المشرف واللائق ..
حربنا ضد هؤلاء مشتركة .. لاتتركوا “الجنوب” لهذه الشلل المخونة المدمرة الضائعة لكي لايضيع الشعب بعدها..